المقالات
محطات من محرم الحرام
مسلم بن عقيل ثبات وشهادة
علي الأكبر(ع) تضحية ووفاء
العباس (ع) تضحية ووفاء
الطالب بدم المقتول بكربلاء
مصائب النسوة والأطفال
تاريخ النهضة الحسينية
في درب الشهادة
رجال حول الحسين
سفير الحسين
عاشوراء والإمام الخميني
مواقف خالدة
رحلة السبي
خصائص ومرتكزات
شهادة الإمام السجاد
محطات قدسية
مجالس ومأتم
معرض الصور
لوحات عاشورائية
مراقد وأماكن مقدسة
مخطوطات
المكتبة
المكتبة الصوتية
المكتبة المرئية
 
 

السابقون

الأطفال والفتيان

أحمد بن الحسن عليه السلام عبد الله بن الحسن عليه السلام
عبد الله بن الحسين عليه السلام علي الأصغر
عمر بن الحسن عليه السلام عمرو بن جنادة الأنصاري
قاسم بن الحسن عليه السلام محمد بن علي الباقر عليه السلام


إنّ حضور الأطفال والفتيان (ما دون 16 سنة) في كربلاء واستشهاد العدد الأكبر منهم يعدّ من المشاهد النادرة التي قلّ نظيرها في التاريخ، ومن شواهد مظلوميّة الملحمة الحسينيّة وسوف نشير في هذا الفصل إلى بعض من اشتهر ذكره فقط:

أحمد بن الحسن عليه السلام
وهو ابن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وأمّه أمّ بشر بنت أبي مسعود الأنصاريّ حضر كربلاء وكان له من العمر ستّ عشرة سنة، برز إلى الميدان عصر عاشوراء فأُثخن بالجراح ثمّ استشهد1 ( رضوان الله عليه).

الحسن بن الحسن عليه السلام
رقيّة بنت الحسين عليه السلام
سكينة بنت الحسين عليه السلام

عبد الله بن الحسن عليه السلام

أمّه بنت الشليل بن عبد الله البجليّ2، وكان عبد الله بن الحسن في يوم عاشوراء غلاماً له من العمر إحدى عشرة سنة3. حبسه الحسين عليه السلام عند أخته السيّدة زينب الكبرى، لكن عبد الله لمّا رأى وحدة عمّه الحسين عليه السلام وقد حاصره الأعداء توجّه نحوه لنصرته وفي تلك الحال أهوى بحر بن كعب إلى الحسين عليه السلام بالسيف ليضربه، فقال له عبد الله يا ابن الخبيثة أتقتل عمّي؟ فضربه بحر بن كعب بالسيف فأراد الغلام اتقاء الضربة بيده فقطعها حتّى الجلدة فإذا يده معلّقة.

فنادى عبد الله: "يا أمّاه، فأخذه الحسين عليه السلام فضمّه إلى صدره وقال: "يا ابن أخي اصبر على ما نزل بك، واحتسب في ذلك الخير، فإنّ الله يلحقك بآبائك الصالحين، برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ بن أبي طالب وحمزة وجعفر والحسن بن عليّ صلّى الله عليهم أجمعين"4.

ثمّ فاضت روح عبد الله على صدر الإمام سلام الله عليه.

عبد الله بن الحسين عليه السلام

قيل: إنّ عبد الله بن الحسين 5ولد في كربلاء6، وأمّه الرباب7، وذكر أنّ الإمام الحسين عليه السلام توجّه نحو الخيمة وطلب ابنه الرضيع ليراه ويودّعه وعندما جيء بابنه عبد الله 8أجلسه في حجره، فرماه رجل من بني أسد فذبحه، فقال الإمام عليه السلام:
"ربّ إن تكن حبست عنّا النصر من السماء، فاجعل ذلك لما هو خير، وانتقم لنا من هؤلاء القوم الظالمين"
9.

وقال ابن الصبّاغ المالكيّ: إنّ سهماً أصاب عبد الله بن الحسين فذبحه10، وورد اسم عبد الله أيضاً في زيارة الناحية:
"السلام على عبد الله بن الحسين الطفل الرضيع المرميّ الصريع المتشحّط دماً... المذبوح بالسهم في حجر أبيه لعن الله راميه"11 وقاتل عبد الله الرضيع هو حرملة بن كاهل الأسديّ12.


عليّ الأصغر

ذكر الطبرسيّ أنّ أمّه ليلى بنت أبي مرّة13، وقال ابن أعثم الكوفيّ: إنّ للحسين عليه السلام ابن آخر يقال له: عليّ، في الرضاع وكان يتلظّى من العطش فأخذه بين يديه ووقف بين الصفّين وهو ينادي بأعلى صوته:
"يا قوم إن زعمتم أنّي مذنب فإنّ هذا الطفل لا ذنب له فاسقوه جرعة من الماء".


ولمّا سمع جيش يزيد نداء الإمام الحسين عليه السلام رماه أحدهم بسهم فوقع السهم في عنق الطفل الرضيع فاخترقه وأصاب يد الإمام عليه السلام فقام الإمام الحسين عليه السلام بإخراج السهم وفي تلك الحال استشهد الطفل على يديه14.

وذكر ابن الطقطقيّ أيضاً أن عليّ الأصغر استشهد بالسهم15.

عمر بن الحسن عليه السلام

ذكر أنّ عمر (أو عمرو)16 من شهداء كربلاء الصغار17، وقال البعض: إنّ عمر بن الحسن لم يقتل لصغر سنّه بل كان من جملة الأسرى18.

عمرو بن جنادة الأنصاريّ

وكان عمرو (أو عمر)19 ابن إحدى عشرة سنة20 فقط. التحق مع أبيه جنادة بن كعب بن الحرث ومع أمّه بركب سيّد الشهداء عليه السلام في مكّة، وفي يوم عاشوراء وبعد استشهاد أبيه جاء نحو الإمام الحسين عليه السلام يستجيزه في طلب القتال إلّا أنّ سيّد الشهداء عليه السلام لم يأذن له في ذلك وقال:

"إنّ هذا غلامٌ قتل أبوه في المعركة ولعلّ أمّه تكره ذلك" فقال له عمرو بعد أن سمع كلامه: "إنّ أمّي هي التي أمرتني"، فأذن له الإمام عليه السلام، فخرج عمرو إلى الميدان فرحاً مسروراً وهو يرتجز21 أبياتاً حسنة من الشعر، فما لبث أن قتل.

ويذكر المؤرّخون أنّ القوم قطعوا رأس عمرو ورمي به نحو خيمة الإمام عليه السلام فأخذته أمّه وبعد أن مسحت التراب والدم عنه رمته نحو الأعداء21.

فاطمة بنت الحسين عليه السلام

قاسم بن الحسن عليه السلام

أمّه رملة22 وقد جاء إلى كربلاء23 مع عمّه وهو لم يصل إلى سنّ البلوغ24.

ويستبان شجاعة القاسم من خلال قوله الرائع: "لا يقتل عمّي وأنا أحمل السيف"25.

ولمّا رأى وحدة عمّه استأذنه في القتال فلم يأذن له لصغره، إلّا أنّ القاسم ظلّ يكرّر طلبه فاعتنقه الحسين عليه السلام وجعلا يبكيان معاً فلم يزل القاسم يقبّل يديه ورجليه ويسأله الإذن حتّى أذن له فخرج ودموعه على خدّيه26. وهو يرتجز قائلاً:
 

إَنْ تُنْكِرُونِي فَأَنَا فَرْعُ الحَسَنْ سِبْطُ النَّبِيِّ المُصْطَفَى وَالمُؤْتَمَنْ
هَذَا حُسَيْنٌ كَالأَسِيرِ المُرْتَهَنْ بِيْنَ أُنَاسٍ لا سُقُوا صَوْبَ المُزُنْ27

ورغم صغر سنّ القاسم إلّا أنّه قتل عدداً من الأعداء28، يقول حميد بن مسلم: "فإنّا لكذلك، إذ خرج علينا غلامٌ كأنّ وجهه شقّة قمر في يده سيف وعليه قميص وإزار ونعلان قد انقطع شسع إحداهما"29.

وشدّ عليه عمرو بن سعيد بن نفيل الأزديّ300 وضرب رأسه بالسيف ففلقه فوقع القاسم لوجهه على الأرض وقال: يا عمّاه فجلّى الحسين عليه السلام كما يجلّي الصقر، ثمّ شدّ شدّة ليثٍ أُغضب، فضرب عمرو بن سعد بالسيف... ولمّا انجلت الغبرة كان الحسين عليه السلام واقفاً فوق رأس القاسم وهو يفحص التراب بقدميه والحسين عليه السلام يقول:

"بعداً لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدّك"، ثمّ قال: "عزَّ والله على عمّك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك فلا ينفعك، صوت والله كثر واتروه وقل ناصروه" ويتابع حميد بن مسلم قوله: "ثمّ حمله على صدره فكأنّي أنظر إلى رجلي الغلام تخطّان الأرض فجاء به حتّى ألقاه مع ابنه عليّ بن الحسين عليه السلام والقتلى من أهل بيته"31.


محمّد بن عليّ (الإمام الباقر عليه السلام )

ولد الإمام محمّد الباقر عليه السلام سنة 57 للهجرة في المدينة المنوّرة32 وأمّه فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى33، وكان عمره في واقعة كربلاء ثلاث سنوات وبضعة أشهر34.

وقادوا الإمام عليه السلام في جملة الأسرى إلى الكوفة والشام، ويذكر لنا سلام الله عليه كيفيّة التعاطي مع أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في الشام فيقول لنا: "قدم بنا على يزيد بن معاوية لعنه الله بعدما قتل الحسين عليه السلام ونحن اثنا عشر غلاماً ليس منّا أحدٌ إلّا مجموعة يداه إلى عنقه وفينا عليّ بن الحسين35. وطرف الحبل موصول بالنساء المقيّدات36، ولمّا دخلنا على مجلس يزيد كان رأس أبي عبد الله المقطوع في طشت بين يديه37، وتفوح منه رائحة زكيّة ملأت المكان"38. ويقول المسعوديّ: بأنّ يزيد لمّا همّ بقتل الإمام السجّاد عليه السلام بعد أن استشار أهل مجلسه وبطانته، تكلّم الإمام الباقر عليه السلام قائلاً:

"يا يزيد، لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار جلساء فرعون عليه، حيث شاورهم في موسى وهارون فإنّهم قالوا له أرجه وأخاه، وقد أشار عليك هؤلاء بقتلنا، ولهذا سبب"، فقال يزيد:"وما السبب"، فقال عليه السلام: "إنّ أولئك كانوا الرشدة وهؤلاء لغير رشدك، ولا يقتل الأنبياء وأولادهم إلّا أولاد الأدعياء"، فأمسك يزيد مطرقاً39.

* معجم كربلاء. نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية. الطبعة الأولى. ص: 57 -145.


1- مناقب آل أبي طالب، ج‏4، ص‏105.
2- ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من كتاب بغية الطلب، ص‏151.
3- أنساب الأشراف، ج‏3، ص‏406؛ تاريخ الأمم والملوك، ج‏3، ص‏331؛ الإرشاد، ج‏2، ص‏107؛ إبصار العين، ص‏94.
وذكر البعض أنّ رجلاً آخر شارك في قتله وهو أسد بن مالك (مناقب آل أبي طالب، ج‏4، ص‏105؛ تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام ، ص‏151).
4- لباب الأنساب، ج‏1، ص‏182.
5- إبصار العين، ص‏68؛ واعتقد البعض بأنّ عمره إحدى وعشرون سنة (مقاتل الطالبيّين، ص‏89).
6- الإرشاد، ج‏2، ص‏109؛ الكلبيّ، جمهرة النسب، ج‏1، ص‏18.
7- عمدة الطالب، ص‏192.
8- إبصار العين، ص‏49 و50.
9- يروي المؤرّخون أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام عندما كان في الشام وسأله يزيد عن اسمه، فقال: «عليّ بن الحسين»، فقال يزيد: أو لم يقتل الله عليّ بن الحسين، فقال له عليه السلام : «قد كان لي
أخ أكبر منّي يسمى عليّاً فقتلتموه». (مقاتل الطالبيّين، ص‏119 و120؛ الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، ص‏355 - 357).
10- إبصار العين، ص‏39 و 50.
11- اللهوف، ص‏112.
12- المقرّم، مقتل الحسين عليه السلام ، ص‏255.
13- مع الالتفات إلى كون عليّ الأكبر أكبر من الإمام السجّاد عليه السلام ، ومع تأكيد الشيخ المفيد على أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام ولد سنة 38 هـ. ق. لذا لا يمكن القبول بكون عمر عليّ الأكبر
ثمانية عشر سنة حيث إنّ المؤرّخين قد صرّحوا بولادته في سنة 33 ه. ق. وعليه فإنّ عمره الشريف لا بدّ أن يكون ثمانية وعشرين أو تسعة وعشرين عاماً.
14- المنتخب، ص‏443.
15- الإرشاد، ج‏2، ص‏106؛ أعلام الورى، ج‏1، ص‏464؛ اعتبر في هذين الكتابين بأنّ ولادة عليّ الأكبر كانت بعد سنتين من استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام .
16- الكامل في التاريخ، ج‏3، ص‏293؛ الإرشاد، ج‏2، ص‏106؛ أنساب الأشراف، ج‏3، ص‏406؛ مقاتل الطالبيّين، ص‏86.
17- اللهوف، ص‏113.
18- إبصار العين، ص‏51.
19- وقعة الطفّ، ص‏242.
20- اللهوف، ص‏113.
21- اللهوف، ص‏113.
22- بحار الأنوار، ج‏45، ص‏42؛ وقعة الطفّ، ص‏243.
23- مقاتل الطالبيّين، ص‏115؛ إبصار العين، ص‏52.
24- اللهوف، ص‏113.
25- نفس المصدر، ص‏114؛ وقعة الطفّ، ص‏243.
26- ابن إدريس الحلّي، السرائر، ج‏1، ص‏654؛ مقاتل الطالبيّين، ص‏86.
27- وقعة الطفّ، ص‏234 و 235؛ إبصار العين، ص‏132 و 133.
28- بحار الأنوار، ج‏45، ص‏72 وج 101، ص‏340.
29- إبصار العين، ص‏70.
30- الإرشاد، ج‏1، ص‏354؛ تاج المواليد، ص‏108؛ كشف الغمّة، ج‏2، ص‏66.
31- ادعى ابن شهرآشوب بأن محمّد الأصغر لم يقتل في كربلاء لمرضه (مناقب آل أبي طالب، ج‏4، ص‏113).
32- لباب الأنساب، ج‏1، ص‏397.
33- وذكر أنّ قاتله رجلان أحدهما يدعى زجر بن بدر النخعيّ والثاني يدعى عقبة الغنويّ (إبصار العين، ص‏70).
34- إبصار العين، ص‏91.
35- إبصار العين، ص‏91؛ مقاتل الطالبيّين، ص‏188.
36- تسمية من قتل مع الحسين، ص‏151.
37- لباب الأنساب، ج‏1، ص‏397.
38- نفس المصدر.
39- إبصار العين، ص‏90 و 91.