عنْدِي بَيانٌ إذا طُلَّابُه قَدِمُوا
والبَيْتُ يَعْرِفُهُ والحِلُّ والحرَمُ
هذا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ العَلمُ
صَلَّى عَليهِ إِلهي ما جرَى القَلَمُ
لخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ ما وَطَى القَدَمُ
أَمْسَتْ بِنُورِ هُداهُ تَهْتَدِي الأُمَمُ
مقتولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قسَمُ
وابنُ الوَصِيِّ الَّذي في سَيْفِهِ نِقَمُ
إلى مَكارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرمُ
رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جاءَ يَسْتَلِمُ
العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أَنْكَرْتَ وَالعجَمُ
عَنْ نَيْلِها عَرَبُ الإِسْلامِ والعَجَمُ
فما يُكَلَّمُ إلّا حِينَ يَبْتَسِمُ
كالشَّمْسِ يَنْجابُ عَنْ إِشْراقِها الظُّلَمُ
مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ في عِرْنِينِهِ شَمَمُ
لَوْلا التَّشَهُّدُ كانتْ لاؤُهُ نَعَمُ
طابَتْ عَناصِرُهُ والخِيمُ والشِّيَمُ
حُلْوُ الشَّمائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ
وإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زانَهُ الكَلِمُ
بِجَدِّهِ أَنبياءُ اللهِ قَدْ خُتِمُوا
جَرى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ
وفَضْلُ أُمَّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ
عَنْها العِمَايةُ والإِمْلاقُ والظُّلَمُ
تُسْتَوْكَفان ولا يَعْرُوهُما عَدَمُ
يَزِينُهُ خِصْلَتانِ الحِلْمُ والكَرَمُ
رَحْبُ الفِناءِ أَرْيَبٌ حِينَ يَعْتَرِمُ
كُفْرٌ وقُرْبُهمُ مَنْجًى ومُعْتَصَمُ
ويُسْتَزادُ به الإحسانُ والنِّعِمُ
في كُلِّ فَرْضٍ ومَخْتُومٌ بهِ الكَلِمُ
|
يا سائِلي أَيْنَ حَلَّ الجُودُ والكرَمُ
هذا الَّذي تَعْرِفُ البَطْحاءُ وَطْأَتَهُ
هذا ابْنُ خَيْرِ عِبادِ اللهِ كُلِّهِمُ
هذا الَّذي أَحْمَدُ المُخْتَارُ والدُهُ
لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جاءَ يَلْثِمُهُ
هذا عَلِيٌّ رَسُولُ اللهِ والِدُهُ
هذا الَّذِي عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرُ والـ
هذا ابنُ سَيِّدَةِ النِّسْوانِ فاطِمَةٍ
إذا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ راحَتِهِ
ولَيْسَ قَوْلُكَ مَنْ هذا بِضَائِرِهِ
يُنْمَى إلى ذُرْوَةِ العِزِّ الّتَي قَصُرَتْ
يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى مِنْ مهَابَتِهِ
يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَى عَنْ نُورِ غُرَّتِهِ
بِكَفِّهِ خَيْزَرَانٌ ريحُهُ عَبِقٌ
ما قال لا قَطُّ إلّا في تَشَهُّدِهِ
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ نَبْعَتُهُ
حَمَّالُ أَثْقالِ أَقْوامٍ إذا قُدِحُوا
إنْ قال، قال بما يَهْوَى جَمِيعُهُمُ
هذا ابْنُ فاطِمَةٍ إِنْ كُنْتَ جاهِلَهُ
أللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وشَرَّفَهُ
مَنْ جَدُّهُ دانَ فَضْلُ الأَنبياءِ لَهُ
عَمَّ البَرِيَّةَ بالإحسانِ وانْقشَعَتْ
كِلْتا يَدَيْهِ غِياثٌ عَمَّ نَفْعُهما
سَهْلُ الخَلِيقَةِ لا تُخْشَى بَوادِرُهُ
لا يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وبُغْضُهُمُ
يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ والبَلْوَى بِحُبِّهِمُ
مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللهِ ذِكْرُهُمُ
إِنْ عُدَّ أَهْلُ التُّقَى كانُوا أَئِمَّتَهُمْ |