المقالات
محطات من محرم الحرام
مسلم بن عقيل ثبات وشهادة
علي الأكبر(ع) تضحية ووفاء
العباس (ع) تضحية ووفاء
الطالب بدم المقتول بكربلاء
مصائب النسوة والأطفال
تاريخ النهضة الحسينية
في درب الشهادة
رجال حول الحسين
سفير الحسين
عاشوراء والإمام الخميني
مواقف خالدة
رحلة السبي
خصائص ومرتكزات
شهادة الإمام السجاد
محطات قدسية
مجالس ومأتم
معرض الصور
لوحات عاشورائية
مراقد وأماكن مقدسة
مخطوطات
المكتبة
المكتبة الصوتية
المكتبة المرئية
 
 
مقدمة المجلس
 
الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأفضَلُ الصلاةِ والسلامِ على نبيِّ الرحمةِ والهدى محمَّدٍ المصطفَى وآلِهِ المعصومين، أعلامِ الدينِ وقواعدِ العلمِ، الّذينَ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيهِمْ:

﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً1.

وجعلَ أجرَ نبيِّهِ محمَّدٍ صلواتُهُ عليهِ وعليهمْ مودَّتَهُمْ في كتابِهِ، فقال تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرَاً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى2.

وقال تعالى محذّراً من انقلابِ أمّتِهِ عليهِ وعليهم:﴿وَمَا مُحَمّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَشَيْئَاً، وسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ3.

والحمدُ لله الّذي مَنَّ علينا من بينِهِم بسفينةِ النجاة، ومصباحِ الهدَى الإمامِ الحسينِ بْنِ عليٍّ عليهما السلام الذي أجمع المسلمون على أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قالَ فيه:

"حسينٌ منّي وأنا مِنْ حسين, أحبَّ الله مَنْ أحبَّ حسيناً، حسينٌ سِبْطٌ مِنَ الأسباط"4.

أعظمَ اللهُ أجورَنا بمُصابِنا بالحسين ِعليه السلام، وجعَلَنا وإيَّاكُمْ من الطالبينَ بثارِهِ معَ الإمامِ المهديِّ من آلِ محمَّدٍ صلواتُ اللهِ عليهِ وعليهِمْ.

أحسنَ اللهُ لكُم العَزاءَ يا أهلَ العزاءِ...

سيّدي يا رسولَ اللهِ... عظَّمَ اللهُ أجرَكَ في ولدِكَ الحُسينِ...

سيّدي يا أميرَ المؤمنينَ... عظَّمَ اللهُ أجرَكَ في وَلدِكَ الحُسينِ...

سيّدتي يا فاطمةُ الزهراءُ... عظَّمَ اللهُ أجرَكِ في وَلدِكِ الحُسينِ...

سيّدي يا صاحبَ الزمانِ... عظَّمَ اللهُ أجرَكَ في جَدِّكَ الحُسينِ... 

وانبَرَى لِلوَداعِ والقَلْبُ مِنهُ                      يَتَلَظَّى من الأَوَامِ ضَرَاما

ثُمَّ نادَى عَقَائِلَ الوَحْيِ فَانْثَالَتْ                  لِتَقْضِي مِنَ الوَداعِ مَرَامَا

وَتَعَالَى الصُراخُ فالأَرْضُ تُرْوَى               مِنْ دَمِ اللطْمِ وَالدُمُوعِ غَمَامَا

فَيَتِيمٌ إِنْ يَبْكِ فَقْدَ أَبِيهِ                            جَاوَبَتْهُ أَرَامِلٌ وَيَتامَى

وَأَتَتْ زَيْنَبٌ وَلِلْحُزْنِ مِنْها                       نَفَثَاتٌ تُوْرِي الفُؤَادَ اضْطِرَامَا

عَانَقَتْهُ فَقَبَّلَتْ صَدْرَهُ الدَامِي                    وأَرْخَتْ دَمْعَ العُيونِ انسِجَامَا

مَنْ لِهَذِي الصِغَارِ يَحْنُو عَليْها                 يَوْمَ تَبْكِي الآبَاءَ والأَعْمَامَا؟

مَنْ لِرَهْطِ النَبِيِّ يَحْمِي حِمَاهُ                   إِذْ يُلاقِي أَرَاذِلاً وَلِئَامَا؟

وَمَضَى رَاجِعَاً إلى الحَرْبِ صَقْراً             ليسَ يَخْشَى مِنَ الزُحُوفِ نَعَامَا

خَرَّ لِلأَرْضِ لَهْفَ نَفْسِي صَرِيعاً               فَهَوَى العَرْشُ للثَرَى إِعْظَامَا

وَعَلا رَأسُهُ عَلى الرُمْحِ قُطْباً                  حَوْلَهُ عَالَمُ الوُجُودِ استَقَامَا


وَعَدَتْ نَحْوَ رَهْطِهِ آلُ حَرْبٍ                  فَأَشَبَّتْ عَلى العِيَالِ الخِيَامَا
5

* المصيبة الراتبة. نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية. الطبعة التاسعة.


1- الأحزاب - 33 
2- الشورى - 23
3-آل عمران - 144
4- ابن قولويه: كامل الزيارات، ص 116.       
5-القصيدة للسيّد الحسين بن التقيّ آل بحر العلوم.