المقالات
محطات من محرم الحرام
مسلم بن عقيل ثبات وشهادة
علي الأكبر(ع) تضحية ووفاء
العباس (ع) تضحية ووفاء
الطالب بدم المقتول بكربلاء
مصائب النسوة والأطفال
تاريخ النهضة الحسينية
في درب الشهادة
رجال حول الحسين
سفير الحسين
عاشوراء والإمام الخميني
مواقف خالدة
رحلة السبي
خصائص ومرتكزات
شهادة الإمام السجاد
محطات قدسية
مجالس ومأتم
معرض الصور
لوحات عاشورائية
مراقد وأماكن مقدسة
مخطوطات
المكتبة
المكتبة الصوتية
المكتبة المرئية
 
 

الليلة الثالثة

وَرَدَ الحُسينُ إلى العِراقِ وَظَنُّهُ
وَلَقَد دَعَوْهُ لِلعَنا فَأجَابَهُم
قَسَتِ القُلوبُ فَلَم تَمِلْ لِهِدَايَةٍ
مَا ذَاقَ طَعمَ فُرَاتِهِم حتّى قَضَى
يَا ابنَ النَبِيِّ المُصطَفَى وَوَصِيِّهِ
 تَبكيكَ عَينِي لا لِأجلِ مَثوبَةٍ
تَبتَلُّ مِنكُم كَربَلا بِدَمٍ
وَلقدْ يَعِزُّ عِلى رَسولِ اللهِ أنْ
وَيَرَى حُسيناً وَهوَ قُرَّةُ عَينِهِ
وَجُسومُهُم تَحتَ السَنابِكِ بِالعَرَى
وإذْ أَتَتْ بِنتُ النَبِيِّ لِرَبِّهَا
رَبِّ انتَقِم مِمَّنْ أَبَادُوا عِترَتِي
وَاللهُ يَغضَبُ لِلبَتولِ بِدونِ أنْ
وين اليعزيني يشيعه
وابن والده عين الطليعه
مطروح نايم على الشريعه

 تَركُوا النِفاقَ إِذِ العِراقُ كَمَا هِيَه
وَدَعَاهُم لِهُدَىً فَرَدُّوا دَاعِيَه
تَبَّاً لِهَاتِيكَ القُلوبِ القَاسِيَه
 عَطَشَاً فَغُسِّلَ بِالدِمَاءِ القَانِيَه
 وَأخَا الزَكِيِّ ابنِ البَتولِ الزَاكِيَه
 لَكِنَّمَا عَينِي لِأجلِكَ بَاكِيَه
وَلا تَبتَلُّ مِنِّي بِالدموعِ الجَارِيَه
 تُسبَى نِساهُ إلى يَزيدَ الطاغِيَه
وَرِجَالَهُ لم تَبْقَ مِنهُم بَاقِيَه
وَرُوؤسُهُم فَوقَ الرِمَاحِ العَالِيَه
شكُو وَلا تَخفَى عَليهِ خَافِيَه
وَسَبَوا عَلى عُجُفِ النِياقِ بَنَاتِيَه
تَشكُو فَكيفَ إذَا أَتَتهُ شَاكِيَه
على احسين واصحابه ورضيعه
أبو فاضل أكفوفه قطيعه
 



وتسارعت الأقدار..ليمضي سيّدُ الأحرار نائياً عن جدّه المختار قسراً,راكضةً إليه ركبَ المنون,منبعثةً من أرضِِ الطفوفِ أنْ أقدِم إلينا..فما تقدّم إلّا على غصص البلايا..وبكاء النساء السبايا..

فتوجّه الحسين عليه السلام راحلاً عن مدينة جدّه إلى أرض كربلاء,قد حمل عياله ومع جمعٍ من إخوته وبني عمومته,منادياً:"أين قمر بني هاشم".أجابه العبّاس:"لبيك..لبيك..سيّدي",قال:أخي


أبا الفضل قدِّم لي جوادي,فقدَّمه حتّى استوى الحسين عليه السلام على ظهر جواده,وركب بنو هاشم جميعاً.ثمّ ركب العبّاس عليه السلام وبيده الراية,فصاح أهل المدينة صيحةً واحدةً,وعلت أصواتُ بني هاشم بالبكاء والنحيب وصاحوا:الوداع..الوداع.الفراق..الفراق..فقال العبّاس:"هذا والله الفراق والملتقى يوم القيامة".
ثمّ خرجوا من المدينة,فلم يبق إلّا فاطمة بنت الحسين؛ لأنّها كانت مريضة لا تطيق السفر، فوقفت على باب الدار وقالت:أبه يا حسين تتركني وحيدة في هذا الدار.

 

يحادي الظعن وياكم اخذوني

وحدي ابها الوطن لا تخلوني

عگبكم يهلي يعمن عيوني

عليله والجسم ينلظم بالسم



أجابها الحسين عليه السلام بلسان الحال

يويلي من سمــعها حســين

َگــــعـد يمــــها يصبــّرها

يگلـــها يا ضــيا عــــيوني

يـا يابــــه للوطــــــن ردي

ونتــك گطــعت كبــدي

روحي تزيد بلواها

رد امــن الظــعن ليـــــها

واعلــى الفـــرگه يسلـــــيها

 دمعـــــتك لا تهلـــــّيها

وخلـيني أرشــد بگصدي

 وتراني امن أسمع ونينك



فقال الحسين عليه السلام :"بنيّه فاطمة إذا وصلتُ إلى مقرّي سأبعث إليك عمّك العبّاس,أو أخاك عليّاً فيحملك إلينا".

صاح إحسين يا فاطمة ارتدّي إرتدّي للمدينه وطن جدي
أوديلك على ابني وكبدي ولا بد ما يجي يمك امخبّر

فقالت فاطمة:لا يا أبه، إنّ نفسي تحدّثني أن لا لقاء معكم بعد هذا اليوم.

ولكن يا أبه,إنتظرني ساعة حتّى أودّع أعمامي وعمّاتي وإخوتي وأخواتي.فقال:"شأنك يا بنتاه".

فأقبلت فاطمة تطوف على الهوادج تودّع إخوتها وبني عمومتها...

ودّعت عمّتها زينب عليه السلام ...، وعمّتها أمّ كلثوم...، وأختها سكينة...، وأختها فاطمة...، وأختها رقيّة...، إلى أن وصلت إلى هودج الرباب زوجة أبيها الحسين عليه السلام ، ودّعتها ثمّ مدّت فاطمة يديها وتناولت أخاها عبد الله الرضيع من حجر أمّه,فضمّته إلى صدرها,وطلبت من أبيها أن يدعه معها ليسلّيها حال غيابهم.

سارت قافلة أبيها، وبقيت فاطمة تعيش أمل انتظار رجوع أحد من أبيها الحسين عليه السلام .
 

ردت للمدينة وسار أبوها

ظنت فاطمة لأنهم يجوها

وظلت ترگّب عمها وأخوها

أخوها والبطل عمها المشكر


بقيت منتظرة أيّاماً طِوال ليأتي خبر يُسِرّها عن أبيها عليه السلام ...(كيف ساروا...وأين نزلوا...إلى وأين مضوا...وأين استقرّوا...)كلّ ذلك ولا تعرف عنه شيئاً.

حتّى رجعت قافلة الحسين من العراق إلى المدينة,لكن يا للأسف,رجعت بلا سيّدها وشبّانها,خاليةً من الرجال إلّا الإمام زين العابدين عليه السلام وخلفه عمّته المسبيّة؟!

جاؤوا إلى دار الحسين عليه السلام,وقد كانت فاطمة منتظرة وقد نفذ صبرها، وإذا بباب الدار تفتح,وقد فُتحت معه أبواب الرزايا أمام بنات وأولاد الحسين عليه السلام ..

كيف يكون حال الدار ومن فيه..

الجواب حاضر

يا دار وين الميامين

يا دارهم چنت زهيه

وينه ووين الحسين

وكانت قناديلك مُضيه

 


*مجالس السيرة الحسينية,نشر جمعية المعارف الاسلامية,الطبعة الرابعة,ت2,2009/1430-ص21