المقالات
محطات من محرم الحرام
مسلم بن عقيل ثبات وشهادة
علي الأكبر(ع) تضحية ووفاء
العباس (ع) تضحية ووفاء
الطالب بدم المقتول بكربلاء
مصائب النسوة والأطفال
تاريخ النهضة الحسينية
في درب الشهادة
رجال حول الحسين
سفير الحسين
عاشوراء والإمام الخميني
مواقف خالدة
رحلة السبي
خصائص ومرتكزات
شهادة الإمام السجاد
محطات قدسية
مجالس ومأتم
معرض الصور
لوحات عاشورائية
مراقد وأماكن مقدسة
مخطوطات
المكتبة
المكتبة الصوتية
المكتبة المرئية
 
 

الليلة الاولى

يا وَقعَةَ الطَفِّ كَم أّوقَدتِ في كَبِدِي
كَأنَّ كُلَّ مَكانٍ كَربَلاءُ لَدَى
أَفدِي غَريبَ رَسولِ اللهِ إذْ شَخَصَتْ
هُوَ الحُسينُ الأَبيُّ الضَيمِ مَنْ شَرَعَتْ
لَهفِي لِظَامٍ على شَاطِي الفُراتِ قَضَى
لا غَروَ إِنْ كُسِفَت شَمسُ الضُحَى حَزَناً
وأَعوَلَتْ في السَما الأملاكُ مُزعِجَةً
يَا لَيتَ عَيْنَ رَسولِ اللهِ نَاظِرةٌ


وَجِسمَهُ نَسَجَتْ هَوْجُ الرياحِ لَهُ
لم يَشفِ أَعدَاهُ مِثلُ القَتلِ فَابتَدرَتْ
إنْ يَبقَ مُلقَىً بِلا دَفنٍ فِإنَّ لَه
لم يَكفِهِ قَتلُ أولادِ فَاطِمَةٍ

 وَطِيسَ حُزنٍ لِيومِ الحَشرِ مَسْجورَا
عَيني وَكُلَّ زَمَانٍ يَومُ عَاشُورَا
بِهِ مِنَ البَيتِ كُتْبٌ ضُمِّنَتْ زُورَا
عُلاهُ نَهجَاً لِصَونِ العِزِّ مَأثورَا
ظَمآنَ يَرنُو لِعذبِ الماءِ مَقرورَا
على مَن اقتَبَسَتْ مِن نُورِهِ النورَا
ضَوضَاؤُهَا العَرشَ تَهليلاً وَتكبيرَا
رأسَ الحُسينِ عَلى العَسَّالِ مَشهورَا


ُثَوبَاً بِقَانِي دَمِ الأودَاجِ مَزرورَا
تُجرِي عَلى جِسمِهِ الجُردَ المَحاضِيرَا
قَبراً بِأحشاءِ مَن وَالاهُ مَحفُورَا
حتّى سَبَا الفَاطِميَّاتِ المَقَاصِيرَا


وعلى رأسهنّ الحوراء زينب عليها السلام تنادي جدّها ما فعلوا بأخيها الحسين عليه السلام
 


يا جدي گوم شوف احسين مذبوح
يا جدي ما بگت له من الطعن روح
يا جدي ...لنوحن وگظِّي العمر بالنوح
يابا إشلون البصر واحسين مذبوح

 يا جدي گلب أخويه احسين فطر
وإعمي اعيوني واتلف الروح
يابا إشلون البصر واحسين مذبوح


في أيّام الحزن والرزيّة على مصاب سيّد شباب أهل الجنّة من كان يرثيه ويؤبّنه؟!

فقد روى أمير المؤمنين عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم :لمّا هبط جبرائيل وأخبره بقتل الحسين عليه السلام على شاطئ الفرات بكربلاء,وأعطاه قبضة تراب منها,وأراه مصرَعه ومدفَنَه,وما سيجري على نسائه من السبي بعده... حتّى صعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم منبرَه مغموماً مهموماً كئيباً باكياً,وقد أصعد الحسنين معه وضع يداه على رأسيهما...وقال( نقلاً عن أمير المؤمنين عليه السلام ):"اللهم إنّ محمّداً عبدك ورسولك,وهذان أطائب عترتي وخيار أرومتي, وأفضل ذريّتي,ومن أخلفهما في أمّتي, وقد أخبرني جبرئيل أنّ ولدي هذا مخذول مقتول بالسمّ,والآخر شهيد مضرّج بالدمّ,اللهم فبارك له في قتله,واجعله من سادات الشهداء,اللّهم ولا تبارك في قاتله وخاذله,وأصله حرّ نارك,واحشره في أسفل درك الجحيم".

قال عليه السلام :"فضجّ الناس بالبكاء والعويل",فقال لهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم :"أيّها الناس,أتبكونه ولا تنصرونه...اللهم فكن أنت له وليّاً وناصراً".

ثمّ قال صلى الله عليه وآله وسلم :"يا قوم,إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي (إلى أن يقول)ألا وإنّي لا أسئلكم في ذلك إلّا ما أمرني ربّي أن أسألكم عن المودّة في القربى,واحذروا أن تلقوني على الحوض غداً,وقد آذيتم عترتي,وقتلتم أهل بيتي وظلمتموني".

بل كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من مورد يظهر مظلوميّة ولده الحسين عليه السلام أمام الناس...أو أصحابه,أو أهل بيته,أو أمّه السيّدة الزهراء عليها السلام ,فقد روى الإمام الصادق عليه السلام عن جدّه الحسين عليه السلام أنّه قال:"كان الحسين عليه السلام مع أمّه تحمله، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فقال:لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك، ولعن الله المتوازرين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك.فقالت فاطمة عليها السلام :يا أبتِ...أيَّ شيء تقول؟!

قال صلى الله عليه وآله وسلم :يا بنتاه، ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدكِ من الأذى والظلم والغدر والبغي، وهو يومئذٍ في عصبة كأنّهم نجوم السماء يتهاوون إلى القتل، وكأنّي أنظر إلى معسكرهم، وإلى موضع رحالهم وتربتهم.

فقالت:يا أبتِ... وأين هذا الموضع الذي تصف؟

قال صلى الله عليه وآله وسلم :موضع يقال له كربلاء,وهي ذات كرب وبلاء علينا وعلى الأمّة، يخرج عليهم شرار أمّتي، ولو أنّ أحدهم يشفع له من في السموات والأرضين ما شفعوا فيهم، وهم المخلّدون في النّار.

قالت:يا أبتِ، فيُقتل؟


قال صلى الله عليه وآله وسلم :نعم يا بنتاه، ما قُتل قبله أحد,كان تبكيه السماوات والأرض، والملائكة، والوحوش، والحيتان في البحار، والجبال..".

وكانت الزهراء عليها السلام تبكي عندما تسمع مثل هذا الكلام من أبيها صلى الله عليه وآله وسلم بل كانت لا تملك عبرتها حينما ترى ولدها الحسين عليه السلام دموعه جارية.

كانت عليها السلام ترجو أن تحضر ولدها يوم عاشوراء لتفتجع به، تبكيه، تندبه..

صحيح,ما كانت بجسدها حاضرة لكنّ روحها تطوف ساحة كربلاء، تحضر مصرعه، وتحضر مجالسه، تسمع وتبكي فيها...وهذا لسان حالها يقول:

نوحي على الأولاد يا زهرا الحزينة

وتفرگوا عنك وصار الشمل تبديد

واحد دفن عندك وّاحد عنك إبعيد

في كربلا واحد وواحد بالمدينة

واحد من جعيده گضى وّاحد من يزيد

 الحسن عندك وقبر حسين وينه


يقولون في السنة التي قتل فيها الحسين عليه السلام وجدوا صخرة في جوف النجف مكتوب عليها بخطّ أحمر قانٍ كأنّ الزهراء عليها السلام خطّته بدمها:
 

أنَا دُرٌ مِنَ السَمَاءِ نَثَرُونِي

كُنتَ أَصفَى مِنَ اللُجَينِ بَيَاضَاً
ِِ

يَومَ تَزوِيجِ وَالِدِ السِبطَينِ

صَبَغَتنِي دِمَاءُ نَحْرِ الحُسين

حتّى إذا سألها سائل على من هذا البكاء والنحيب؟
تقول عليها السلام :على أبي عبد الله عليه السلام .

كل البكا والنوح والحسره على حسين

مجبور في حبّه ولا شوفه بطوعي

ومن گبل خدك عفّرت مني الخدين

وَقَد مَاتَ عَطشَانَاً بِشَطِّ فُرَاتِ


وَأجرَيتِ دَمعَ العَينِ في الوَجَنَاتِ
 

يا للي تناشدني عليمن تهمل العين

حبه بگلبي وتظهره بصبها دموعي

يا ليت گبل ظلوعك رضّت ضلوعي

أَفَاطِمُ لَو خِلتِ الحُسينَ مُجَدَّلاً     

إذاً لَلَطَمتِ الخَدَّ فَاطِمُ عِندَهُ                 


 


*مجالس السيرة الحسينية,نشر جمعية المعارف الاسلامية,الطبعة الرابعة,ت2,2009/1430-ص9