المقالات
محطات من محرم الحرام
مسلم بن عقيل ثبات وشهادة
علي الأكبر(ع) تضحية ووفاء
العباس (ع) تضحية ووفاء
الطالب بدم المقتول بكربلاء
مصائب النسوة والأطفال
تاريخ النهضة الحسينية
في درب الشهادة
رجال حول الحسين
سفير الحسين
عاشوراء والإمام الخميني
مواقف خالدة
رحلة السبي
خصائص ومرتكزات
شهادة الإمام السجاد
محطات قدسية
مجالس ومأتم
معرض الصور
لوحات عاشورائية
مراقد وأماكن مقدسة
مخطوطات
المكتبة
المكتبة الصوتية
المكتبة المرئية
 
 

فرسُ الحسينِ علي السلام

وأقبَلَ فرسُ الحسينِ علي السلام يدورُ حولَهُ، ويلطِّخُ عرفَهُ وناصيَتَهُ بدمِهِ، ويشَمُّهُ ويصهَلُ صهيلاً عالياً، وأقبلَ نحوَ المخيّمِ بذلكَ الصهيلِ..

"فلمَّا نظرْنَ النساءُ إلى الجوادِ مخزيّاً، وسرجُهُ عليهِ ملويّاً، برزْنَ منَ الخدورِ...، على الخدودِ لاطمَاتٍ...، وبالعويلِ داعياتٍ، وبعدَ العزِّ مذلّلاتٍ، وإلى مصرعِ الحسينِ مبادراتٍ".
 

فواحدةٌ تحنُوْ عليهِ تضمُّهُ

وأُخرى بفيضِِ النحرِ تصبغُ

وأُخرى على خوفٍ تلوذُ بجنبِهِ

وأُخرى عليهِ بالرداءِ تظلّلُ

وجهَهَا وأُخرى تُفدّيهِ وأُخرى تقبّلُ

وأُخرى لِمَا قَدْ نالَهَا ليسَ تعقِلُ


وخرجَتْ زينبُ عليها السلام ومِنْ خلفِها النساءُ والأرامِلُ واليتامَى مِنَ الفِسطاطِ إلى أرضِ المعركةِ، وهيَ تنادِي:"وامحمَّداهُ، واعليّاهُ، واجعفراهُ، واحمزتاهُ، واسيِّداهُ، هذا حسينٌ بالعراءِ، صريعُ كربلاءِ، ليْتَ السماءُ أَطبقَتْ على الأرضِ، وليتَ الجبالُ تدكدَكَتْ على السهلِ".

وانتهَتْ زينبُ ابنةُ عليٍّ نحوَ الحسينِ، وقدْ دنَا منهُ عُمَرُ بنُ سعدٍ والحسينُ يجودُ بنفسِهِ فصاحَتْ بهِ:"أيْ عُمَرُ، وَيحَكَ أيُقتَلُ أبو عبدِ اللهِ وأنتَ تنظرُ إليهِ؟ فصرَفَ بوجهِهِ عنْها ودموعُهُ تسيلُ على وجهِهِ ولحيتِهِ.

فعندَ ذلكَ صاحَتْ زينبُ بالقومِ:"وَيحكُمْ، أَمَا فيكُمْ مسلمٌ؟!"، فلمْ يُجبْهَا أحدٌ.


*المجلس الحسيني يوم العاشر من المحرم,جمعية المعارف الاسلامية الثقافية,الطبعة الاولى ك1-2008/1429-ص29