المقالات
محطات من محرم الحرام
مسلم بن عقيل ثبات وشهادة
علي الأكبر(ع) تضحية ووفاء
العباس (ع) تضحية ووفاء
الطالب بدم المقتول بكربلاء
مصائب النسوة والأطفال
تاريخ النهضة الحسينية
في درب الشهادة
رجال حول الحسين
سفير الحسين
عاشوراء والإمام الخميني
مواقف خالدة
رحلة السبي
خصائص ومرتكزات
شهادة الإمام السجاد
محطات قدسية
مجالس ومأتم
معرض الصور
لوحات عاشورائية
مراقد وأماكن مقدسة
مخطوطات
المكتبة
المكتبة الصوتية
المكتبة المرئية
 
 

المصادر التي يعتمد عليها الخطيب الحسيني

لقد ذكرنا في دروسنا السابقة أن على الخطيب الحسيني أن يستفيد من كل الدراسات والأبحاث التي تناولت ثورة الحسين عليه السلام ونحاول ذكر بعض هذه الدراسات والأبحاث إذ أن هناك بعض الكتب التي يمكن الاستفادة منها هي:

1- معالم المدرستين (للسيد العسكري).

2- ثورة الإمام الحسين عليه السلام في الوجدان الشعبي (الشيخ شمس الدين).

3- ثورة الإمام الحسين عليه السلام ظروفها الاجتماعية - الشيخ شمس الدين.

4- إقناع اللائم على إقامة المآتم - للسيد محسن الأمين.

5- نفس المهموم - للشيخ عباس القمّي.

6 - حياة الإمام الحسين (باقر شريف القرشي).

7 - مع الحسين في نهضته (أسد حيدر)

8 - نهضة الحسين عليه السلام (هبة الدين الشهرستاني).

9 - الحسين وارث الأنبياء (محمد مهدي الآصفي)

10- الإمام الحسين عليه السلام (عبد الله العلايلي)

11 - أبو الشهداء (عباس محمود العقاد)

12 - بطلة كربلاء (عائشة عبد الرحمان) هذه أهم الكتب التي تتناول واقعة كربلاء وأبعاد كربلاء. أما المقاتل فكثيرة، ويمكن أن يكتفي في المرحلة الأولى بكتابين هما:

- مقتل الحسين للسيد عبد الرازق المقرّم.

- مقتل الحسين للسيد محمد تقي بحر العلوم وهما موجودان في الأسواق وكما ذكرنا سابقاً، يعتبر الكتابان من أفضل المقاتل فائدة للخطيب الحسيني.

أما ما أُلِّف على أساس مجالس حسينية فهو كثير، إلا أن أفضل ما كتب في هذا الباب
1- المجالس السنية - للسيد محسن الأمين.

2- المجالس الفاخرة - السيد عبد الحسين شرف الدين.

وهما كتابان لا تستغني عنهما مكتبة خطباء المنبر الحسيني.

لقد ذكرنا في ما مضى إرشادات عامة، حول الموضوعات التي تصاغ في أيام العشر الأولى من المحرّم على أساس الترتيب الذي شاع بين خطباء المنبر الحسيني، في تقسيم هذه الليالي العشر الأولى من المحرّم إلى عدة تقسيمات، بحيث أن كل ليلة تنتهي بنقطة من نقاط واقعة كربلاء سواء قبل وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء، أو بعد وصوله حتى الشهادة. لقد ذكرنا الليالي ولم نذكر يوم عاشوراء.

أما يوم العاشر فإنه لا يوجد غير المقتل، حيث يتلى مصرع الإمام الحسين عليه السلام يوم العاشر من محرم. أما بالنسبة إلى قراءة المقتل فإنها تختلف حسب الظروف، ففي مكان لا يوجد فيه غير الخطيب الذي يحيى هذه المناسبة، فعلى الخطيب هنا أن يقرأ المقتل كاملاً، وقد يستغرق من الوقت حوالي ساعتين تقريباً، فيبدأ أولاً (لمّا أصبح الإمام الحسين يوم عاشوراء، وصلى بأصحابه صلاة الصبح قام خطيباً فيهم حمد الله وأثنى عليه) يبدأ بهذا المقطع وينهي باستشهاد الإمام الحسين عليه السلام ومجيء الفاطميات إليه.

في حالات أخرى قد لا يتحمل المجلس إطالة ساعتين إذ لا بد أن ينتهي المجلس قبل صلاة الظهر باختصار المصيبة. وعلى الخطيب أن يراعي وقته وصوته إذا كان عنده أكثر من مجلس.

وعودة إلى الكتب التي ينبغي لخطيب المنبر الحسيني اقتناؤها ومطالعتها، واستكمالاً لهذا الموضوع، نذكر بعض المصنفات التي تناولت الشعر الرثائي في الحسين عليه السلام وهي كثيرة، وخاصة بالنسبة للشعر الشعبي، أما بالنسبة للشعر الفصيح فإنه يمكن للخطيب أن يكتفي بكتابين في هذا المجال:

1- الدر النضيد للسيد محسن الأمين.

2- رياض المدح والرثاء - للشيخ حسن البحراني.

وأما بالنسبة لدواوين الشعر الشعبي فهي كثيرة جداً وقد يصعب إحصاؤها فمن أشهرها (النصاريات) للشيخ محمد نصار و(الروضة الدكسنية) للشيخ محمد حسن دكسن.

الشيخ محمد نصار ركّز فقط على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في يوم العاشر بينما الشيخ محمد حسن دكسن أستمر إلى رجوع السبايا إلى المدينة، في الشام وما جرى في الشام وفي الكوفة أيضاً فيها نعي بل أضاف إليها وفيات النبي والزهراء وبقية الأئمة عليهم السلام.

بعد ذلك ظهر شاعر آخر وهو السيد عبد الحسين الشرع وديوانه باسم (منهل الشرع) وهو بجزأين.

وهناك أرضية للشعر الفائزي (البحراني) الموجود في المنطقة الشرقية بالحجاز والبحرين والكويت إلى عمان. لما كان الخطباء يسافرون من العراق إلى الخليج رأوا أن هناك مطلباً جديداً حيث أن الناس تريد هذا النوع الخاص من الشعر والنعي، بالإضافة أنه شجي، وأشهر ما كتب فيه ابن فائز التي تنسب إليه هذه الأشعار وكتابه باسم (فوز الفائز) كما ويوجد كتاب اسمه (الفائزيات الكبرى)، وكتاب للملا عطيه الجمري بعنوان (الجمرات الودية) وهو جزئين، وقد أشرنا إلى هذه الكتب مسبقاً.

وأفضل موضع يمكن أن يستخدم فيه النعي الطور البحراني هو بعد القصيدة في مقدمة المجلس. وبالعودة إلى أساس دروسنا فإن على الخطيب أن يسعى لتهيئة محاضرات ومواضيع في العشر الأولى من محرم خاصة وبقية المناسبات عامة.

التحضير يحتاج إلى تعب وجهد، يجب أن يحضر المجالس قبل عاشوراء أو بقية المناسبات مثل شهر رمضان بفترة معتد بها وقد يُحرِّم الخطيب من فرصة وهو بأمس الحاجة إليها، إذ قد يطلب منه فجأة مجلس ما فإذا كان قد هيأه مسبقاً فإنه سينقذه من الإحراج. والخطيب لا يعلم في أي مجلس يأتي فيه التوفيق له، ولهذا عليه أن يحسن علاقته بالله تعالى ويتقن عمله في إعداد المجالس وتهيأتها.

ولا بد من الاستماع إلى الخطباء البارزين، ويمكن أن يأخذ مجموعات من محاضرات الخطباء البارزين ويقارن ويستفيد ويستنتج. نعم نحتاج إلى التذكير بذلك باستمرار.

إن الاستماع والمتابعة والتسجيل ومحاولة الترديد والتقليد والمتابعة مع جهاز التسجيل، حيث يتم تسجيل الملاحظات، والمقارنة بين الشيخ الوائلي مثلاً والشيخ المقدسي أو السيد الشوكي والشيخ الصيمري، وغيرهم من شيوغ الخطباء وكيف يتكلمون، ويمكن أن تأخذ من هذه المحاضرة تخميساً ومن تلك يستفيد مصيبة أو الاستفادة من فكرة معينة وهكذا ... حتى يصل الخطيب إلى مستوى الاستقلال بنفسه.

ومن الأمور التي تفجر مجالات الخطابة الحسينية هو أن على خطيب المنبر الحسيني أن يكون مبادراً للقراءة، فإذا طلب منه مجلس يجب أن يقرأ بما عنده، ويتجنب الاعتذار، من أجل أن يكتسب خبرة وجرأة، وإن الله سوف يفتح له أبواباً من العلم ولذلك يجب أن يبذل الخطيب ما عنده من طاقات، وقد تحتاج إلى حركة وتفاعل، نعم عليه أن لا يعتذر من أي مجلس، عليه دائماً أن يكون مقتحماً وحاضراً ومبادراً، وسوف يفتح الله تعالى عليه أبواباً لم يكن يفكر بها الخطيب، ولكن على الخطيب أولاً قبل المجلس أن يكون مهيئاً باستعداد ومداومة القراءة والمطالعة والتتبّع وينبغي التنبيه، أن مجالس شهر محرم تختلف عن مجالس شهر رمضان والمجالس في مناسبات الأئمة عليهم السلام تختلف عن بقية الأيام وفي العشرة الأولى من المحرم يكون التركيز على السيرة أكثر من بقية المجالس وهكذا.

التركيز على السيرة هذا يدعوا إلى قراءة مقتل الإمام الحسين عليه السلام بدقة وحفظ.

وعلى الخطيب أن يكون مبدعاً يجب عليه أن يأتي بشيء جديد، هناك الكثير من أبحاث السيرة الحسينية وفيها أمور غير مسموعة مجهولة جديرة بالبحث والطرح يجب على الخطيب أن يقرأ الكتب جيداً.

ولابد أن يتنبّه على أهمية مجالس السبايا، التي تأتي بعد عاشوراء حتى نهاية صفر وضروة حفظ القصائد والنصوص والنعي المناسب لها.

يجب على الخطيب القراءة المستمرة نعم لا يطلب من خطيب المنبر الحسيني أن يكون مفكّراً كما قلنا، ولكن المطلوب أن يكون محاضراً هادفاً ونافعاً. وهذا لا يمنع من كونه مفكّراً ومبدعاً.

والمحاضر النافع يأخذ مما قاله العلماء المفكرون والمفسرون وأهل الرأي، ويمكن أن يقرأ كتاباً واحداً و لا يستفيد منه إلا معلومة واحدة. ولكن هذه المعلومة الواحدة وغيرها هي التي تجعل من منبره نافعاً وناجحاً.

وكما قلنا سابقاً: يجب عليه أن يكون في مكتبة الخطيب كل كتاب تناول مواضيع ثورة الحسين عليه السلام، على الخطيب أن يكون منتجاً وجدياً ولا يكون مجرد صدى عن الآخرين.

وبهذا الدرس نكون قد أنهينا الفقرة الثالثة والأهم من فقرات المنبر الحسيني وهي فقرة المحاضرة والموضوع، ولكي نكمل دروسنا لا بد أن نتوقف في دروسنا القادمة عند فقرتي (التخلّص) و(المصيبة) إن شاء الله.


* دروس في بناء المجلس الحسيني. نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية. إعداد: معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني.ص:99-104. ط: شباط، 2003م- 1423هـ .